الرئيسية
أحدث الصور
اتهم سامر برقاوي مخرج الجزء السادس من المسلسل السوري الكوميدي "بقعة ضوء" الرقابة في بلاده بتشويه مسلسله ...
بعد تدخلها بحذف عدة مشاهد، ما جعل الأحداث تبدو مبتورة، فيما رفضت إدارة التلفزيون الحكومي التعقيب على الاتهام.
وقال برقاوي إن "موضوع الحذف ومقص الرقابة صار معروفا للجميع، كما أن المشاهدين أنفسهم لاحظوا حذف بعض المشاهد عبر متابعتهم ومقارنتهم بين الحلقات التي تبثها الفضائية السورية وتلك التي تعرضها قنوات أخرى".
وعن كيفية تصرف الرقابة السورية مع جزئه الأخير يوضح المخرج أن "بعض اللوحات تم حذف نهاياتها (القفلات) وضاع الهدف والمغزى منها، كما تم شطب جمل وعبارات وهناك لوحات أدى حذف الرقابة إلى تغيير معناها 180 درجة".
لكن "لحسن الحظ"، كما يقول، فإن عرضه الموازي على قنوات غير الفضائية السورية أتاح للمشاهدين أن يروه "كاملا".
وتعقيبا على ما تردد عن "غضب الأمن الجنائي السوري وتلويحه بالقضاء"، قال مخرج "بقعة ضوء" أنه لا يوجد إجراء ملموس بحقنا والأمر لم يتعد التداول في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الحلقة "محط الجدل" والتي يعتبرها كثيرون أقل جرأة من حلقات أخرى يقدمها الجزء الأخير.
وأضاف: "هي ليست لوحة توثيقية، بل تقدم بعض المظاهر السلبية وتضع عليها مكبرا، فعملنا يشبه ما يفعله رسام الكاريكاتور، فأنت لا تستطيع محاسبته وتدينه؛ لأن الشفاه مثلا في رسمه هي أكبر من شفاه الشخصية الواقعية التي يرسمها".
من جانبه اعتبرت إدارة التلفزيون السوري -في ردها على الانتقادات "الرقابية" لصحيفة "الوطن" السورية الخاصة- إن "بقعة ضوء" هو المثال الأكثر جرأة والأبرز والأوضح للعيان لما تعرضه الشاشة السورية، مضيفة أن حلقات العمل تصف ظواهر كثيرة تتخلل حياتنا وكثير منها أثار حساسية البعض وربما أحرجهم. بل وتفاخر إدارة التلفزيون السوري ببثها "بقعة ضوء" على القناة الفضائية، واللافت أنه يعرض في ذروة المشاهدة بعد الإفطار.
لكن إدارة التلفزيون لا تتحدث في ردها إلى الصحيفة عن "الحذف" الذي اتهمها صناع المسلسل بالمسؤولية عنه، وشوه العمل الذي تفاخر بعرضه، وهذا الحذف اعتبره الناقد في صحيفة "السفير" اللبنانية راشد عيسى "شاهدا على ازدهار الرقابة السورية كما لم تكن من قبل"، وقال إن من قام بالحذف من "بقعة ضوء" لم يكن لجنتا الرقابة (القراءة والمشاهدة) بل "يد عليا فوق اللجنتين راحت تشطب وتحذف من غير سؤال".
غضب الأمن السوري
لكن ما تقوله إدارة التلفزيون عن إثارة بعض حلقات العمل لحساسية البعض وإحراجهم هو وصف دقيق، فإحدى الحلقات سخرت من رجال الأمن وأسلوب عملهم مما أثار غضب "إدارة الأمن الجنائي" في سوريا التي اعتبرت أن "الحلقة تعرضت لها بالاسم وصورت رجالها وعناصرها على أنهم جهلة وفاسدون، وهذا الأمر هو بمنزلة التشهير والقدح والذم" -وفقا لمصادر بوزارة الداخلية السورية تحفظت على ذكر اسمها.
وأكدت المصادر أن هناك إجراءات قانونية ونقاشا يجريان بين وزارة الداخلية والقسم الرقابي في وزارة الإعلام لتحديد "المسؤولية عن بث الحلقة"، مشيرة إلى أن العقبة التي تواجه من يريد الادعاء قضائيا على القائمين على العمل هي أن الرقابة في التلفزيون السوري سمحت بالبث.
من جانبه يرى الناقد الفني بصحيفة "تشرين" السورية سامر محمد إسماعيل أن الجزء الأخير من "بقعة ضوء" يعاني من تراجع في المضمون وتواضع النصوص مقارنة بالأجزاء الأولى، ويربط ذلك بالشللية بين القائمين عليه.
ويضيف أن "أشخاصا قلة كتبوا جميع الحلقات (كتب أغلب اللوحات عدنان الذراعي) وكان يجب فتح الباب أمام الكتاب الجدد والعمل يحتمل وجود عديد منهم، وهذا سر نجاح الأجزاء الأولى منه"، معتبرا أن الجزء السادس لم يحمل الجرأة الكافية التي تضمنتها الأجزاء الأولى.
ويبث "بقعة ضوء" الذي نال سمعة طيبة منذ جزئه الأول على خمس قنوات تلفزيونية خلال شهر رمضان منها قنوات سورية خاصة وقنوات عربية أخرى.
وعاد "بقعة ضوء" هذه السنة بعد توقف دام ثلاثة مواسم، وكان هذا المسلسل أصلا مشروعا جماعيا للمخرج الليث حجو والممثلين أيمن رضا وباسم ياخور.
وتتضمن كل حلقة من المسلسل عدة لوحات كوميدية مختلفة المواضيع والمساحة، ومن اللوحات التي عرضت في الجزء السادس، ووجد كثيرون أنها "جريئة"، لوحة تتحدث عن تدريب ضابط امن لعنصر لديه كي لا يقع في "شرك" ما يقوله أعضاء جمعيات حقوق الإنسان خلال استجوابهم.
لكن هذا العنصر لا يلبث أن ينسى أمر التدريب ويضعف ويتأثر عندما يذكره الضابط بأوضاعه وأحواله المعيشية السيئة على أساس أن كل ما يريد فعله هو مساعدته في وقت يكون الهدف من تمثيلية التدريب هذه هو أن يستعد العنصر ولا يتأثر.
وعرضت أيضا حلقة ساخرة قصيرة بعنوان فروع تصور مزارعا فوق شجرة يقلم فروعها، ويبرر ذلك بعيوب مختلفة لكل فرع قبل أن يرى الحل ربما في قطع الشجرة من أساسها، ومن المعروف أن أول ما تذكر به كلمة فرع عند السوريين هو أجهزة الأمن.
ويعيد بعض النقاد "المتابعة الواسعة" للعمل من قبل المشاهد السوري تحديدا إلى "تاريخه" وندرة الأعمال الكوميدية المنافسة.
بعد تدخلها بحذف عدة مشاهد، ما جعل الأحداث تبدو مبتورة، فيما رفضت إدارة التلفزيون الحكومي التعقيب على الاتهام.
وقال برقاوي إن "موضوع الحذف ومقص الرقابة صار معروفا للجميع، كما أن المشاهدين أنفسهم لاحظوا حذف بعض المشاهد عبر متابعتهم ومقارنتهم بين الحلقات التي تبثها الفضائية السورية وتلك التي تعرضها قنوات أخرى".
وعن كيفية تصرف الرقابة السورية مع جزئه الأخير يوضح المخرج أن "بعض اللوحات تم حذف نهاياتها (القفلات) وضاع الهدف والمغزى منها، كما تم شطب جمل وعبارات وهناك لوحات أدى حذف الرقابة إلى تغيير معناها 180 درجة".
لكن "لحسن الحظ"، كما يقول، فإن عرضه الموازي على قنوات غير الفضائية السورية أتاح للمشاهدين أن يروه "كاملا".
وتعقيبا على ما تردد عن "غضب الأمن الجنائي السوري وتلويحه بالقضاء"، قال مخرج "بقعة ضوء" أنه لا يوجد إجراء ملموس بحقنا والأمر لم يتعد التداول في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الحلقة "محط الجدل" والتي يعتبرها كثيرون أقل جرأة من حلقات أخرى يقدمها الجزء الأخير.
وأضاف: "هي ليست لوحة توثيقية، بل تقدم بعض المظاهر السلبية وتضع عليها مكبرا، فعملنا يشبه ما يفعله رسام الكاريكاتور، فأنت لا تستطيع محاسبته وتدينه؛ لأن الشفاه مثلا في رسمه هي أكبر من شفاه الشخصية الواقعية التي يرسمها".
من جانبه اعتبرت إدارة التلفزيون السوري -في ردها على الانتقادات "الرقابية" لصحيفة "الوطن" السورية الخاصة- إن "بقعة ضوء" هو المثال الأكثر جرأة والأبرز والأوضح للعيان لما تعرضه الشاشة السورية، مضيفة أن حلقات العمل تصف ظواهر كثيرة تتخلل حياتنا وكثير منها أثار حساسية البعض وربما أحرجهم. بل وتفاخر إدارة التلفزيون السوري ببثها "بقعة ضوء" على القناة الفضائية، واللافت أنه يعرض في ذروة المشاهدة بعد الإفطار.
لكن إدارة التلفزيون لا تتحدث في ردها إلى الصحيفة عن "الحذف" الذي اتهمها صناع المسلسل بالمسؤولية عنه، وشوه العمل الذي تفاخر بعرضه، وهذا الحذف اعتبره الناقد في صحيفة "السفير" اللبنانية راشد عيسى "شاهدا على ازدهار الرقابة السورية كما لم تكن من قبل"، وقال إن من قام بالحذف من "بقعة ضوء" لم يكن لجنتا الرقابة (القراءة والمشاهدة) بل "يد عليا فوق اللجنتين راحت تشطب وتحذف من غير سؤال".
غضب الأمن السوري
لكن ما تقوله إدارة التلفزيون عن إثارة بعض حلقات العمل لحساسية البعض وإحراجهم هو وصف دقيق، فإحدى الحلقات سخرت من رجال الأمن وأسلوب عملهم مما أثار غضب "إدارة الأمن الجنائي" في سوريا التي اعتبرت أن "الحلقة تعرضت لها بالاسم وصورت رجالها وعناصرها على أنهم جهلة وفاسدون، وهذا الأمر هو بمنزلة التشهير والقدح والذم" -وفقا لمصادر بوزارة الداخلية السورية تحفظت على ذكر اسمها.
وأكدت المصادر أن هناك إجراءات قانونية ونقاشا يجريان بين وزارة الداخلية والقسم الرقابي في وزارة الإعلام لتحديد "المسؤولية عن بث الحلقة"، مشيرة إلى أن العقبة التي تواجه من يريد الادعاء قضائيا على القائمين على العمل هي أن الرقابة في التلفزيون السوري سمحت بالبث.
من جانبه يرى الناقد الفني بصحيفة "تشرين" السورية سامر محمد إسماعيل أن الجزء الأخير من "بقعة ضوء" يعاني من تراجع في المضمون وتواضع النصوص مقارنة بالأجزاء الأولى، ويربط ذلك بالشللية بين القائمين عليه.
ويضيف أن "أشخاصا قلة كتبوا جميع الحلقات (كتب أغلب اللوحات عدنان الذراعي) وكان يجب فتح الباب أمام الكتاب الجدد والعمل يحتمل وجود عديد منهم، وهذا سر نجاح الأجزاء الأولى منه"، معتبرا أن الجزء السادس لم يحمل الجرأة الكافية التي تضمنتها الأجزاء الأولى.
ويبث "بقعة ضوء" الذي نال سمعة طيبة منذ جزئه الأول على خمس قنوات تلفزيونية خلال شهر رمضان منها قنوات سورية خاصة وقنوات عربية أخرى.
وعاد "بقعة ضوء" هذه السنة بعد توقف دام ثلاثة مواسم، وكان هذا المسلسل أصلا مشروعا جماعيا للمخرج الليث حجو والممثلين أيمن رضا وباسم ياخور.
وتتضمن كل حلقة من المسلسل عدة لوحات كوميدية مختلفة المواضيع والمساحة، ومن اللوحات التي عرضت في الجزء السادس، ووجد كثيرون أنها "جريئة"، لوحة تتحدث عن تدريب ضابط امن لعنصر لديه كي لا يقع في "شرك" ما يقوله أعضاء جمعيات حقوق الإنسان خلال استجوابهم.
لكن هذا العنصر لا يلبث أن ينسى أمر التدريب ويضعف ويتأثر عندما يذكره الضابط بأوضاعه وأحواله المعيشية السيئة على أساس أن كل ما يريد فعله هو مساعدته في وقت يكون الهدف من تمثيلية التدريب هذه هو أن يستعد العنصر ولا يتأثر.
وعرضت أيضا حلقة ساخرة قصيرة بعنوان فروع تصور مزارعا فوق شجرة يقلم فروعها، ويبرر ذلك بعيوب مختلفة لكل فرع قبل أن يرى الحل ربما في قطع الشجرة من أساسها، ومن المعروف أن أول ما تذكر به كلمة فرع عند السوريين هو أجهزة الأمن.
ويعيد بعض النقاد "المتابعة الواسعة" للعمل من قبل المشاهد السوري تحديدا إلى "تاريخه" وندرة الأعمال الكوميدية المنافسة.
