النص: نقع في حب أعمى ثم ننتهي بانفصال أعمى، وبانتقالنا بين الاثنين نمر بالمراحل التالية:
المرحلة الأولى:
نبهر بهم ولا نستطيع أن نرفع أنظارنا عنهم. نعجب بكل ما بهم. نوافقهم على كل شيء الصحيح والغير صحيح. نسعى سعي مرفق بالحصر ومشاعر الذنب لكي نتجنب أي خلاف معهم مهما صغر.. نبذل كل جهودنا كي لا نجرحهم بكلمة أو تصرف، وإذا حدث وفعلنا (ويبدو لنا أننا دائما نفعل) نقضي ساعات من لوم الذات وتأنيب الضمير لحركة أبدت عدم اهتمام من جهتنا، أو كلمة تفوهنا بها قد تفهم بمعان أخرى. نقضي أوقاتنا ونحن نفكر بهم. نشعر برقة في داخلنا لا نعهدها. نصبح قمة في الرومنسية. يصبح العالم من حولنا جميل، نحب الجميع. نشعر بأن أمامنا مستقبل ضبابي ينتظرنا لكننا لا نفكر إلا بكل ما هو جميل ورائع.
المرحلة الثانية:
نبدأ بالتعارف والتعرف إليهم عن كثب. يبدأ الاشتياق بالفتور، وتزول البسمة التي اعتادت أن تنور وجهنا منذ أن نراهم، يخف شعورنا بالنشاط أيضا. تبدأ الطباع بالارتسام وتبدأ معها الاختلافات في الآراء بالظهور. في هذه المرحلة يعود إلينا الحس النقدي الذي تجنبناه في المرحلة الأولى أقصى التجنب. ونبدأ في سبر أغوارهم وتخمين دوافع أفعالهم وتفسير ميولهم، وقد تبدو بعض بذور النفور مما نتوصل إليه.
المرحلة الثالثة:
نبدأ بمحاولة تغييرهم. كتغيير الأشياء التي يختلفون فيها عنا، أو التي لا نحبها فيهم. نبدأ بوضع الشروط. يبدأ صبرنا بالتضاؤل حيال أخطاءهم ونبدي تحملا وتفهما أقل.
المرحلة الرابعة:
نشعر أنهم كسالى وأنهم لا يعملون بل غير مهتمون في الوصول إلى مستوى توقعاتنا. في حين يبدؤون هم بالشعور بالتغرب عن أنفسهم، والشعور بقلة الثقة بالنفس، وقلة الحب إذ أننا لم نعد نحب كل ما فيهم كما كنا في المرحلة الأولى، بل يبدو لهم أننا لا نحب أي شيء فيهم وأننا نعمل فقط على إعادة صياغتهم. وبحدس صحيح نعرف كلانا أنه لم يعد يربطنا شعور، بل توقعات. وتبدأ روابط الحب بالتفكك، بل الأصح أن نقول تنتهي من التفكك. نبدي بعض بوادر الندم والحنين إلى المرحلة الأولى، نحاول استعادتها أو إعادة إحياءها لكن دون جدوى، فلا نتمكن من الإتيان بنقطة البداية إلى ما بعد البداية. ننفصل أخيرا ونحن لا ندري ماذا حدث، وكيف بدأنا وأين انتهينا.
والسؤال هو: هل يمكننا أن نكف عن السير في هذه السكة إلى الأبد؟ وأين العطل في هذه الاسطوانة الذي يسبب ذلك الدوران اللانهائي؟ وهل يمكننا أن نقضي حياتنا في حب لا يصل أبدا إلى المرحلة الثانية مهما تقدم، لكي نحافظ على تلك المرحلة الساحرة؛ المرحلة الأولى؟
المرحلة الأولى:
نبهر بهم ولا نستطيع أن نرفع أنظارنا عنهم. نعجب بكل ما بهم. نوافقهم على كل شيء الصحيح والغير صحيح. نسعى سعي مرفق بالحصر ومشاعر الذنب لكي نتجنب أي خلاف معهم مهما صغر.. نبذل كل جهودنا كي لا نجرحهم بكلمة أو تصرف، وإذا حدث وفعلنا (ويبدو لنا أننا دائما نفعل) نقضي ساعات من لوم الذات وتأنيب الضمير لحركة أبدت عدم اهتمام من جهتنا، أو كلمة تفوهنا بها قد تفهم بمعان أخرى. نقضي أوقاتنا ونحن نفكر بهم. نشعر برقة في داخلنا لا نعهدها. نصبح قمة في الرومنسية. يصبح العالم من حولنا جميل، نحب الجميع. نشعر بأن أمامنا مستقبل ضبابي ينتظرنا لكننا لا نفكر إلا بكل ما هو جميل ورائع.
المرحلة الثانية:
نبدأ بالتعارف والتعرف إليهم عن كثب. يبدأ الاشتياق بالفتور، وتزول البسمة التي اعتادت أن تنور وجهنا منذ أن نراهم، يخف شعورنا بالنشاط أيضا. تبدأ الطباع بالارتسام وتبدأ معها الاختلافات في الآراء بالظهور. في هذه المرحلة يعود إلينا الحس النقدي الذي تجنبناه في المرحلة الأولى أقصى التجنب. ونبدأ في سبر أغوارهم وتخمين دوافع أفعالهم وتفسير ميولهم، وقد تبدو بعض بذور النفور مما نتوصل إليه.
المرحلة الثالثة:
نبدأ بمحاولة تغييرهم. كتغيير الأشياء التي يختلفون فيها عنا، أو التي لا نحبها فيهم. نبدأ بوضع الشروط. يبدأ صبرنا بالتضاؤل حيال أخطاءهم ونبدي تحملا وتفهما أقل.
المرحلة الرابعة:
نشعر أنهم كسالى وأنهم لا يعملون بل غير مهتمون في الوصول إلى مستوى توقعاتنا. في حين يبدؤون هم بالشعور بالتغرب عن أنفسهم، والشعور بقلة الثقة بالنفس، وقلة الحب إذ أننا لم نعد نحب كل ما فيهم كما كنا في المرحلة الأولى، بل يبدو لهم أننا لا نحب أي شيء فيهم وأننا نعمل فقط على إعادة صياغتهم. وبحدس صحيح نعرف كلانا أنه لم يعد يربطنا شعور، بل توقعات. وتبدأ روابط الحب بالتفكك، بل الأصح أن نقول تنتهي من التفكك. نبدي بعض بوادر الندم والحنين إلى المرحلة الأولى، نحاول استعادتها أو إعادة إحياءها لكن دون جدوى، فلا نتمكن من الإتيان بنقطة البداية إلى ما بعد البداية. ننفصل أخيرا ونحن لا ندري ماذا حدث، وكيف بدأنا وأين انتهينا.
والسؤال هو: هل يمكننا أن نكف عن السير في هذه السكة إلى الأبد؟ وأين العطل في هذه الاسطوانة الذي يسبب ذلك الدوران اللانهائي؟ وهل يمكننا أن نقضي حياتنا في حب لا يصل أبدا إلى المرحلة الثانية مهما تقدم، لكي نحافظ على تلك المرحلة الساحرة؛ المرحلة الأولى؟