الرئيسية
أحدث الصور
أبعاد أخطر من مجرد القضاء على إرهابيين تكشفها أسرار عملية "الكرة المتدحرجة" الأمنية في قرية "ابلين"
جميعنا قرأ الأسبوع الماضي قيام الأجهزة المختصة السورية بعملية أمنية نوعية في قرية "إبلين" المتاخمة للحدود مع تركيا في ريف محافظة إدلب، وكل من قرأ في عنوان الخبر وصف العملية "بالنوعية" وتمحص في تفاصيله شعر بأنها كأي عملية أخرى قامت وتقوم بها قوى الجيش والأمن السوري للخلاص من الإرهابيين المسلحين في مناطق عدة من سورية، وبالتالي فإن الخبر بتفاصيله لم يبين الأبعاد الخطيرة التي تستهدف سورية، بغض النظر عن وجود مسلحين يمكن القضاء عليهم بعمليات عادية قد لا تحتاج إلى تكتيك، إلا أن تلك الأبعاد استدعت وجود مسلحين لتحقيق أخطر الغايات، وبالتالي استدعت أيضاً القيام بعملية نوعية فعلاً، استحقت ما يفوق هذا الوصف بعد معرفة التفاصيل...
وعلى الرغم من أن هذه الرواية قد سربتها مصادر من جهات خاصة، إلا أنها تقاطعت مع ما يشعر به، بل وما يؤكده كل مواطن سوري من خلال متابعته للجهود الحثيثة التي تقوم بها أطراف غربية في بحثها عن ذرائع للتدخل العسكري في سورية، ونحن بدورنا قد لا نؤكد صدق ما جاء في الرواية، بل من خلال متابعتنا لما يحاك في الخفاء والعلن ضد سورية يجعلنا نقرأ في التحركات الدولية الغربية وبعض الأطراف المجاورة، كذلك في تصريحاتها المبطنة صدق ما نرويه، تقول الرواية:
في يوم الأحد الماضي تأكدت معلومات استخباراتية سربتها بعض المصادر بأن مجموعة الناتو تبحث عن ذرائع للتهديد بالتدخل العسكري بعد الفشل الذريع الذي حصدته من خلال عملياتها المتنوعة التي تجاوزت الخمسة أشهر ولن تحقق إلا المزيد من الانتكاسات، وكانت الذرائع مبنية على نجاح لساعات في فرض سيطرة على بعض المساحات الجغرافية السورية المتاخمة للحدود التركية.
موقف تركيا
بدت القيادة التركية متوجسة وقلقة من ردود الفعل تجاه أي عمل عسكري، وقد أعلنت سورية صراحة بأنها لن تكون الخاسر الوحيد في المنطقة وأنه إذا ذهبت سورية سيذهب معها الآخرون، فتقدمت القيادة التركية بهواجسها علنا الى الجانب الأمريكي، فماذا عن طرح الأمريكيون حماية عبر الدرع الصاروخي من الصواريخ السورية والإيرانية؟
تقدم الجانب الأمريكي باقتراح تسليم الملف الفلسطيني الى تركيا "غزة" من خلال إظهار تركيا بأنها قادرة على فك حصار غزة ومن ثم التدخل بالقرارات السياسية لحماس وقد ضمن الإخوان المسلمون في مصر موافقة حماس على ذلك، وضمن الجانب الأمريكي عدم رفض إسرائيل بينما كان دور عرب "البعير" إظهار تركيا بأنها الدولة المظفرة التي فكت حصار غزة، فوافق أردوغان على العرض الأميركي أمام نزوعه إلى السلطة.
التنفيذ...والدور الذي أعطي لمجموعة ما يسمى "بلواء الضباط الأحرار"
تقوم مجموعة مكونة من حوالي 700 شخص من المسلحين المرتزقة المزودين بكل الأسلحة الفردية وقذائف مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطيران محمولة، بالإضافة الى صواريخ تطلق من قواذف تحمل على سيارات بيك أب..تقوم هذه المجموعة بفصل بعض القرى الحدودية عن الوطن سورية من خلال تطويقها وتمركز القوات فيها ويتم الإعلان عن استقلال هذه المنطقة ويتوافق ذلك مع تغطية إعلامية كبيرة ومع تحرك تركي على الأرض، غير أن مؤشرات كثيرة دلت على ذلك وفي مقدمتها هو أن شيخ الفتنة "العرعور" وعد بمفاجئة مذهلة على الرغم من أنه لا يتعدى كونه مذيع لتفاصيل المخطط ولكنهم يظهرونه كداعية مؤثر، ومن جهة أخرى تسمية الجمعة بجمعة الحماية الدولية، إلا أن الأجهزة الأمنية المختصة بعد جمعها للمعلومات وبعد تأكدها من المخطط أبلغت القيادة السياسية بذلك، فأي السيناريوهات كان الأفضل لدى القيادة؟
كان لدى القيادة السياسية في سورية عدة سيناريوهات وكان الأفضل هو أن القيادة أصدرت توجيها يحمل الرقم 9/1956 ويتضمن تحويل المؤامرة الى نصر سوري محتم وهزيمة للأعداء المتآمرين، وبعد استنفار كامل لكل أجهزة المراقبة الالكترونية الداخلية والخارجية للمتآمرين تبين أن الاجتماع العام للمجموعات سيكون يوم الأربعاء صباحا في منطقة ابلين بجبل الزاوية، وسيكون عدد المجتمعين حوالي 1000 شخص منهم 700 شخص مسلحين بأسلحتهم الكاملة، كما سيتم الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي العسكري والاعتراف به من قبل الأوربيين أولا ثم تتدخل تركيا عسكريا بناء على طلبهم لوقف المجازر التي تقرر أن يقومون بها.
ومن ثم سيتم وضع روسيا والصين أمام الأمر الواقع بأن هناك منطقة ترتكب فيها مجازر ويجب أن لا تقصف بالطيران، وبالتالي سيقوم أعضاء من جامعة الدول العربية بطرح مقترح تجميد عضوية سورية والاعتراف بالمجلس ممثلا لسورية بالكامل، مع ملاحظة أنه تم اختيار توقيت زيارة نبيل العربي بنفس توقيت إعلان المجلس الانتقالي العسكري، وهنا يتبين السبب الكامن وراء طلب سورية تأجيل زيارته.
كيف نفذ الأمن السوري عملية "الكرة المتدحرجة"؟
في ساعات الصباح الباكر ليوم الثلاثاء وحوالي الساعة الثالثة صباحا تم نشر قوات الجيش العربي السوري على كامل الحدود التركية وبدأت المدرعات السورية تجهز حفر لها على التخوم التركية مباشرة، ومن بعدها تم تنفيذ عملية أمنية سريعة في قرية "عين البيضا" أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبيراً من مسلحي تلك المنطقة وهذا حَيد إمكانية تدخل هؤلاء لدعم المتواجدين في "ابلين"، وتم الإيحاء بأن القوات ستقوم بالتمشيط في تلك المنطقة مما أقنع المجموعات المسلحة بقرية "ابلين" بأنهم غير مكشوفين.
في يوم الأربعاء وبعد أن اجتمع المسلحون وبعض المتورطين معهم من الداخل والذين ألقي القبض عليهم ضمن "المجموعات المسلحة" وبعد أن عينوا المجلس الانتقالي العسكري، بدأت عمليات المداهمة للقوى الأمنية وللقوات المسلحة التي استطاعت ان تقتل الكثير من هؤلاء وتلقى القبض على من تبقى، حيث انتهت العملية باستشهاد ثلاثة من منفذيها، وإرسال رسالة بعنوان "إلى من يهمه الأمر" مفادها بأن الكرة "متدحرجة" وستطال كل الخونة وكل الأتباع .
أما بالنسبة للنتائج الأخرى للعملية فقد تمثلت بحالة من الذهول التي أربكت الجميع فيوم الخميس الماضي الذي سبق جمعة الحماية الدولية لم يستطع أحد من المعروفين بتصريحاتهم الغبية على الشاشات العربية وغيرها "بدءً" من شيخ الفتنة "العرعور" لتلحق بآخرين، بل وكما سمعنا ورأينا بأنهم اكتفوا بتصريحات كاذبة ودعوات اعتمدت أصلاً على الشعوذة.
جميعنا قرأ الأسبوع الماضي قيام الأجهزة المختصة السورية بعملية أمنية نوعية في قرية "إبلين" المتاخمة للحدود مع تركيا في ريف محافظة إدلب، وكل من قرأ في عنوان الخبر وصف العملية "بالنوعية" وتمحص في تفاصيله شعر بأنها كأي عملية أخرى قامت وتقوم بها قوى الجيش والأمن السوري للخلاص من الإرهابيين المسلحين في مناطق عدة من سورية، وبالتالي فإن الخبر بتفاصيله لم يبين الأبعاد الخطيرة التي تستهدف سورية، بغض النظر عن وجود مسلحين يمكن القضاء عليهم بعمليات عادية قد لا تحتاج إلى تكتيك، إلا أن تلك الأبعاد استدعت وجود مسلحين لتحقيق أخطر الغايات، وبالتالي استدعت أيضاً القيام بعملية نوعية فعلاً، استحقت ما يفوق هذا الوصف بعد معرفة التفاصيل...
وعلى الرغم من أن هذه الرواية قد سربتها مصادر من جهات خاصة، إلا أنها تقاطعت مع ما يشعر به، بل وما يؤكده كل مواطن سوري من خلال متابعته للجهود الحثيثة التي تقوم بها أطراف غربية في بحثها عن ذرائع للتدخل العسكري في سورية، ونحن بدورنا قد لا نؤكد صدق ما جاء في الرواية، بل من خلال متابعتنا لما يحاك في الخفاء والعلن ضد سورية يجعلنا نقرأ في التحركات الدولية الغربية وبعض الأطراف المجاورة، كذلك في تصريحاتها المبطنة صدق ما نرويه، تقول الرواية:
في يوم الأحد الماضي تأكدت معلومات استخباراتية سربتها بعض المصادر بأن مجموعة الناتو تبحث عن ذرائع للتهديد بالتدخل العسكري بعد الفشل الذريع الذي حصدته من خلال عملياتها المتنوعة التي تجاوزت الخمسة أشهر ولن تحقق إلا المزيد من الانتكاسات، وكانت الذرائع مبنية على نجاح لساعات في فرض سيطرة على بعض المساحات الجغرافية السورية المتاخمة للحدود التركية.
موقف تركيا
بدت القيادة التركية متوجسة وقلقة من ردود الفعل تجاه أي عمل عسكري، وقد أعلنت سورية صراحة بأنها لن تكون الخاسر الوحيد في المنطقة وأنه إذا ذهبت سورية سيذهب معها الآخرون، فتقدمت القيادة التركية بهواجسها علنا الى الجانب الأمريكي، فماذا عن طرح الأمريكيون حماية عبر الدرع الصاروخي من الصواريخ السورية والإيرانية؟
تقدم الجانب الأمريكي باقتراح تسليم الملف الفلسطيني الى تركيا "غزة" من خلال إظهار تركيا بأنها قادرة على فك حصار غزة ومن ثم التدخل بالقرارات السياسية لحماس وقد ضمن الإخوان المسلمون في مصر موافقة حماس على ذلك، وضمن الجانب الأمريكي عدم رفض إسرائيل بينما كان دور عرب "البعير" إظهار تركيا بأنها الدولة المظفرة التي فكت حصار غزة، فوافق أردوغان على العرض الأميركي أمام نزوعه إلى السلطة.
التنفيذ...والدور الذي أعطي لمجموعة ما يسمى "بلواء الضباط الأحرار"
تقوم مجموعة مكونة من حوالي 700 شخص من المسلحين المرتزقة المزودين بكل الأسلحة الفردية وقذائف مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطيران محمولة، بالإضافة الى صواريخ تطلق من قواذف تحمل على سيارات بيك أب..تقوم هذه المجموعة بفصل بعض القرى الحدودية عن الوطن سورية من خلال تطويقها وتمركز القوات فيها ويتم الإعلان عن استقلال هذه المنطقة ويتوافق ذلك مع تغطية إعلامية كبيرة ومع تحرك تركي على الأرض، غير أن مؤشرات كثيرة دلت على ذلك وفي مقدمتها هو أن شيخ الفتنة "العرعور" وعد بمفاجئة مذهلة على الرغم من أنه لا يتعدى كونه مذيع لتفاصيل المخطط ولكنهم يظهرونه كداعية مؤثر، ومن جهة أخرى تسمية الجمعة بجمعة الحماية الدولية، إلا أن الأجهزة الأمنية المختصة بعد جمعها للمعلومات وبعد تأكدها من المخطط أبلغت القيادة السياسية بذلك، فأي السيناريوهات كان الأفضل لدى القيادة؟
كان لدى القيادة السياسية في سورية عدة سيناريوهات وكان الأفضل هو أن القيادة أصدرت توجيها يحمل الرقم 9/1956 ويتضمن تحويل المؤامرة الى نصر سوري محتم وهزيمة للأعداء المتآمرين، وبعد استنفار كامل لكل أجهزة المراقبة الالكترونية الداخلية والخارجية للمتآمرين تبين أن الاجتماع العام للمجموعات سيكون يوم الأربعاء صباحا في منطقة ابلين بجبل الزاوية، وسيكون عدد المجتمعين حوالي 1000 شخص منهم 700 شخص مسلحين بأسلحتهم الكاملة، كما سيتم الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي العسكري والاعتراف به من قبل الأوربيين أولا ثم تتدخل تركيا عسكريا بناء على طلبهم لوقف المجازر التي تقرر أن يقومون بها.
ومن ثم سيتم وضع روسيا والصين أمام الأمر الواقع بأن هناك منطقة ترتكب فيها مجازر ويجب أن لا تقصف بالطيران، وبالتالي سيقوم أعضاء من جامعة الدول العربية بطرح مقترح تجميد عضوية سورية والاعتراف بالمجلس ممثلا لسورية بالكامل، مع ملاحظة أنه تم اختيار توقيت زيارة نبيل العربي بنفس توقيت إعلان المجلس الانتقالي العسكري، وهنا يتبين السبب الكامن وراء طلب سورية تأجيل زيارته.
كيف نفذ الأمن السوري عملية "الكرة المتدحرجة"؟
في ساعات الصباح الباكر ليوم الثلاثاء وحوالي الساعة الثالثة صباحا تم نشر قوات الجيش العربي السوري على كامل الحدود التركية وبدأت المدرعات السورية تجهز حفر لها على التخوم التركية مباشرة، ومن بعدها تم تنفيذ عملية أمنية سريعة في قرية "عين البيضا" أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبيراً من مسلحي تلك المنطقة وهذا حَيد إمكانية تدخل هؤلاء لدعم المتواجدين في "ابلين"، وتم الإيحاء بأن القوات ستقوم بالتمشيط في تلك المنطقة مما أقنع المجموعات المسلحة بقرية "ابلين" بأنهم غير مكشوفين.
في يوم الأربعاء وبعد أن اجتمع المسلحون وبعض المتورطين معهم من الداخل والذين ألقي القبض عليهم ضمن "المجموعات المسلحة" وبعد أن عينوا المجلس الانتقالي العسكري، بدأت عمليات المداهمة للقوى الأمنية وللقوات المسلحة التي استطاعت ان تقتل الكثير من هؤلاء وتلقى القبض على من تبقى، حيث انتهت العملية باستشهاد ثلاثة من منفذيها، وإرسال رسالة بعنوان "إلى من يهمه الأمر" مفادها بأن الكرة "متدحرجة" وستطال كل الخونة وكل الأتباع .
أما بالنسبة للنتائج الأخرى للعملية فقد تمثلت بحالة من الذهول التي أربكت الجميع فيوم الخميس الماضي الذي سبق جمعة الحماية الدولية لم يستطع أحد من المعروفين بتصريحاتهم الغبية على الشاشات العربية وغيرها "بدءً" من شيخ الفتنة "العرعور" لتلحق بآخرين، بل وكما سمعنا ورأينا بأنهم اكتفوا بتصريحات كاذبة ودعوات اعتمدت أصلاً على الشعوذة.
