ساركوزي في حديث خاص لصحيفة الوطن السورية : سوريا بلد عظيم بإمكانه أن يقدّم مساهمة لا بديل منها لتسوية
مشاكل الشرق الأوسط
قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حديث لصحيفة الوطن السورية ان زيارته إلى دمشق اليوم هي «رسالة صداقة» إلى الشعب السوري. ووصف الصداقة بين الشعبين الفرنسي والسوري بـ «الغنى النفيس جداً الذي علينا الحفاظ عليه مهما كان الثمن». وقال ساركوزي إن سورية «بلد عظيم، بإمكانه أن يقدّم مساهمة لا بديل منها لتسوية مشاكل الشرق الأوسط». وأكد ساركوزي رغبته أن تتحمل فرنسا «مسؤولياتها كاملة في الشرق الأوسط لخدمة السلام»، معتبراً أن الحوار مع سورية «أمر أساسي بالنسبة له». وتطرق الرئيس الفرنسي إلى ملف الشراكة السورية الأوروبية الذي تم التأشير عليه عام 2004، وقال إن باريس «لن توفر جهداً لجعل هذا الملف يتقدم». وجدد الرئيس الفرنسي تأييده للمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، ووصفها بـ «الأمر الممتاز»، لكل من البلدين، وبالنسبة للمنطقة وللعالم. ورأى أن رغبة سورية في رعاية فرنسية للمفاوضات المباشرة السورية الإسرائيلية، «تبرهن على أن الثقة هي في طور إعادة البناء بين بلدينا»، سورية وفرنسا. وأكد الرئيس الفرنسي تمسكه بالحوار مع إيران لحل أزمة الملف النووي. وأعرب عن «أسفه» لأن طهران لم تقدم حتى اليوم «رداً جدياً»، على العرض الجديد الذي قدمته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).
وفيما يلي نص الحوار:
السيد الرئيس، سوف تقومون بزيارتكم الأولى إلى سورية رئيساً للجمهورية الفرنسية. ما الرسائل التي تودون توجيهها إلى السوريين؟ وكيف ترون مستقبل العلاقات الفرنسية السورية ضمن إطار الصفحة الجديدة التي فتحت بين البلدين؟
الرسالة الأولى هي رسالة صداقة للشعب السوري.
لقد أقام بلدانا، على مر التاريخ، علاقات وثيقة ومفعمة بالعاطفة وعلينا الاعتراف بأنها كانت أحياناً معقدة. ولكن مهما كانت الصعوبات التي شهدتها علاقاتنا أحيانا، فإن صداقة شعبينا الواحد مع الآخر لم تتوقف على الإطلاق. وهذا غنى نفيس جداً علينا الحفاظ عليه مهما كان الثمن.
مع ذلك وكما ذكرتم، فإن هذه الزيارة تأتي أيضاً في ظروف خاصة لأن بلدينا هما في صدد فتح صفحة جديدة في علاقاتهما. وهذه الصفحة الجديدة عزيزة جداً على قلبي لأنها ترى سورية تتبنى تدريجيا الخيارات التي كان العالم ينتظرها منها وتستعيد بذلك مكانها ضمن جوقة الأمم.
ومن خلال زيارتي إلى دمشق، جئت أيضاً لأعبّر للسلطات السورية عن مدى أهمية متابعتها لهذه الطريق.
إن سورية بلد عظيم بإمكانه أن يقدّم مساهمة لابديل منها لتسوية المشاكل في الشرق الأوسط. ومن الأمور الأساسية أن تلعب دوراً إيجابياً في المنطقة.
أرى المستقبل الفرنسي السوري من خلال السير على طريق التعاون. وبالتأكيد فإننا دولتان مستقلتان وسيكون لدينا أحياناً مصالحنا الخاصة، إلا أنني مقتنع، كما ذكرت ذلك للرئيس بشار الأسد عندما جاء بتاريخ 12 تموز الماضي إلى باريس، بأن طريق السلام يمر في هذه المنطقة عبر بلدينا.
بعض المحللين يتحدثون عن علاقات إستراتيجية بين باريس ودمشق. هل بإمكاننا اليوم الحديث عن عودة قوية لفرنسا إلى رقعة الشطرنج الشرق أوسطية؟
الرئيس: منذ انتخابي رئيساً للجمهورية الفرنسية منذ خمسة عشر شهراً، أردت أن تستعيد فرنسا مكانتها على رقعة الشطرنج الدولية. وفي الشرق الأوسط وهي منطقة غالية على قلبي، رغبت في أن يتحمل بلدي كامل مسؤولياته في خدمة السلام.ولذلك من المهم أن نحوز ثقة كل الأطراف. وضمن هذه الروحية، قمت بإدخال عدد معين من الإصلاحات الكبيرة وحتى القطيعة إلى سياستنا تجاه المنطقة.هذا ما فعلته مع إسرائيل، لأن صداقة فرنسا مع إسرائيل ليس فيها أي شيء خاص مقارنة بأي صداقة لها القوة نفسها والصدق مع جيرانها العرب، ومقارنة بالالتزام الثابت إلى جانب الفلسطينيين لبناء دولتهم. وهذا ما أفعله أيضاً مع سورية: إنه لشيء أساسي بالنسبة لي أن أفتح بابا على الحوار، لكن على حوار صارم يؤدي إلى إحراز تقدم ملموس. إن عودتنا إلى الشرق الأوسط تميّزت كذلك، من خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط، التي انعقدت يومي 13 و14 تموز الماضي في باريس، والتي شهدت نجاحا كبيراً جدا. فجميع رؤساء بلدان شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، إلا رئيساً واحداً، شاركوا في افتتاح هذا المشروع الحضاري العظيم الذي سيميّز، على ما أعتقد، عودة فرنسا وبالتأكيد عودة أوروبا إلى هذه المنطقة.
في البيان الفرنسي السوري الصادر بتاريخ 12 تموز الماضي، التزمت فرنسا باتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تصديق اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي. هل هناك تطور في هذا المجال؟ وهل حددتم وقتاً معيناً للتصديق؟
الرئيس: إننا نعمل مع شركائنا الأوروبيين على المسألة المتعلقة باتفاق الشراكة. وينبغي علينا بالتأكيد تطوير وملاءمة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى منذ ثلاث سنوات. ومنذ ذلك التاريخ، فقد شهدت سورية تطوراً كبيراً. وأعتقد أنه ينبغي علينا جميعاً العمل على تقريب هذا النص من الواقع الاقتصادي السائد حالياً في سورية. ومن جانب آخر هذا ما ترغب فيه أيضاً السلطات السورية. وبالتأكيد من الصعوبة بمكان الحديث عن موعد لعملية التصديق، لأن مسار اتفاقات الشراكة يعتبر معقداً ويتطلب تصديقاً من جانب كل دولة من الدول الأعضاء، إلا أننا لن نوفر جهودنا لجعل هذا الملف يتقدم.
لقد أكدتم في العديد من المناسبات دعمكم للمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وهناك جولة خامسة من تلك المفاوضات ستجري قريبا في تركيا في الوقت الذي لا تزال فيه الكثير من الصعوبات على طريق السلام وخاصة مع التهديدات الإسرائيلية الجديدة الموجهة إلى لبنان. ما الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام وإقامة سلام شامل في المنطقة؟
إن المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل تعتبر أمراً ممتازاً لكل من البلدين، وكذلك بالنسبة للمنطقة وللعالم. تقولون لي إن هناك صعوبات: بالتأكيد، ليس سهلا على الإطلاق صنع السلام. فهذا يتطلب الكثير من الجهود ومن الإرادة. ولذلك أريد أن أحيي شجاعة ووعي القادة السوريين والإسرائيليين الذين قبلوا الانخراط في هذه العملية. أود كذلك الإشادة بالعمل الرائع الذي أنجزته تركيا في هذا الملف. كما تعرفون فإن تلك المحادثات هي غير مباشرة حتى هذه اللحظة. ومن الصعوبة بمكان أن نقول متى سوف تفضي إلى مفاوضات مباشرة بين البلدين، لكن آمل بالتأكيد أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن.لقد رغبت سورية أن ترعى فرنسا بالاشتراك مع الولايات المتحدة، عندما يحين الوقت، المفاوضات المباشرة السورية الإسرائيلية مثل تنفيذ اتفاق السلام الذي سينتج عنها، بما فيه الترتيبات الأمنية. فإذا رغبت في ذلك، فهذا لأنها تعرف أن علاقة الثقة التي عدنا وأقمناها مع إسرائيل كما مع الولايات المتحدة تلعب دوراً أساسياً. وهذا يبرهن أيضاً على أن الثقة هي في طور إعادة البناء بين بلدينا. وكما سبق أن قلت للرئيس الأسد، فإن فرنسا ستكون مستعدة بالتأكيد لمواكبة الأطراف على طريق السلام والمصالحة، في حال رغبت هي ذلك. إن هذه المسؤولية، نحن نتبناها بشكل علني، بسبب إدراكنا للآمال التي يعلقها علينا هؤلاء وأولئك. ونحن لن نخذلهم على الإطلاق.
أعلن الرئيس الأسد مؤخراً أن الحوار وحده بإمكانه أن يحل مشاكل المنطقة. أين أصبح الحوار حالياً مع إيران؟
أنا أيضاً مقتنع بأن علينا أن نحل الأزمة الإيرانية عن طريق الحوار، لأنه الوسيلة الوحيدة للإفلات من البديل الكارثي الذي لا يتمناه أحد: القنبلة الإيرانية أو قصف إيران. وهذا هو السبب الذي من أجله، ومنذ العام 2003، اختار المجتمع الدولي، وبمبادرة من البلدان الأوروبية، إستراتيجية تجمع الحوار، مع عروض واضحة جدا، والعقوبات في حال رفضت طهران الامتثال لالتزاماتها الدولية. إن هذه الإستراتيجية، أتمنى متابعتها. وقد قدم السيد سولانا مؤخراً إلى الإيرانيين عرضا جديداً من الدول الست، وهو عرض طموح يقدم للإيرانيين جميع الضمانات. وحتى هذا اليوم، لم تعط إيران جواباً جدياً. أنا آسف لذلك بكل صدق لأني أعتقد أنه تتوافر هنا فرصة حقيقية لحل هذه الأزمة أخيراً بطريقة مقبولة من الجميع وآمل أن يعود الإيرانيون عن قرارهم.وبانتظار ذلك، أود أن يستمر الحوار مع إيران وأن يدرك قادتها خطورة هذا الرهان على بلدهم. وأنا أدعوهم إلى التفكير بالحكم الذي ستعطيه الأجيال القادمة على خياراتهم الحالية. لأنه يجب على إيران الاختيار. ينبغي تنفيذ أي شيء من أجل إقناع طهران بتفضيل التعاون على العزلة والمواجهة.
سيادة الرئيس ساركوزي نشكر لكم استقبالكم لنا في باريس ونتمنى لكم زيارة موفقة إلى سورية
مشاكل الشرق الأوسط
قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حديث لصحيفة الوطن السورية ان زيارته إلى دمشق اليوم هي «رسالة صداقة» إلى الشعب السوري. ووصف الصداقة بين الشعبين الفرنسي والسوري بـ «الغنى النفيس جداً الذي علينا الحفاظ عليه مهما كان الثمن». وقال ساركوزي إن سورية «بلد عظيم، بإمكانه أن يقدّم مساهمة لا بديل منها لتسوية مشاكل الشرق الأوسط». وأكد ساركوزي رغبته أن تتحمل فرنسا «مسؤولياتها كاملة في الشرق الأوسط لخدمة السلام»، معتبراً أن الحوار مع سورية «أمر أساسي بالنسبة له». وتطرق الرئيس الفرنسي إلى ملف الشراكة السورية الأوروبية الذي تم التأشير عليه عام 2004، وقال إن باريس «لن توفر جهداً لجعل هذا الملف يتقدم». وجدد الرئيس الفرنسي تأييده للمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، ووصفها بـ «الأمر الممتاز»، لكل من البلدين، وبالنسبة للمنطقة وللعالم. ورأى أن رغبة سورية في رعاية فرنسية للمفاوضات المباشرة السورية الإسرائيلية، «تبرهن على أن الثقة هي في طور إعادة البناء بين بلدينا»، سورية وفرنسا. وأكد الرئيس الفرنسي تمسكه بالحوار مع إيران لحل أزمة الملف النووي. وأعرب عن «أسفه» لأن طهران لم تقدم حتى اليوم «رداً جدياً»، على العرض الجديد الذي قدمته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).
وفيما يلي نص الحوار:
السيد الرئيس، سوف تقومون بزيارتكم الأولى إلى سورية رئيساً للجمهورية الفرنسية. ما الرسائل التي تودون توجيهها إلى السوريين؟ وكيف ترون مستقبل العلاقات الفرنسية السورية ضمن إطار الصفحة الجديدة التي فتحت بين البلدين؟
الرسالة الأولى هي رسالة صداقة للشعب السوري.
لقد أقام بلدانا، على مر التاريخ، علاقات وثيقة ومفعمة بالعاطفة وعلينا الاعتراف بأنها كانت أحياناً معقدة. ولكن مهما كانت الصعوبات التي شهدتها علاقاتنا أحيانا، فإن صداقة شعبينا الواحد مع الآخر لم تتوقف على الإطلاق. وهذا غنى نفيس جداً علينا الحفاظ عليه مهما كان الثمن.
مع ذلك وكما ذكرتم، فإن هذه الزيارة تأتي أيضاً في ظروف خاصة لأن بلدينا هما في صدد فتح صفحة جديدة في علاقاتهما. وهذه الصفحة الجديدة عزيزة جداً على قلبي لأنها ترى سورية تتبنى تدريجيا الخيارات التي كان العالم ينتظرها منها وتستعيد بذلك مكانها ضمن جوقة الأمم.
ومن خلال زيارتي إلى دمشق، جئت أيضاً لأعبّر للسلطات السورية عن مدى أهمية متابعتها لهذه الطريق.
إن سورية بلد عظيم بإمكانه أن يقدّم مساهمة لابديل منها لتسوية المشاكل في الشرق الأوسط. ومن الأمور الأساسية أن تلعب دوراً إيجابياً في المنطقة.
أرى المستقبل الفرنسي السوري من خلال السير على طريق التعاون. وبالتأكيد فإننا دولتان مستقلتان وسيكون لدينا أحياناً مصالحنا الخاصة، إلا أنني مقتنع، كما ذكرت ذلك للرئيس بشار الأسد عندما جاء بتاريخ 12 تموز الماضي إلى باريس، بأن طريق السلام يمر في هذه المنطقة عبر بلدينا.
بعض المحللين يتحدثون عن علاقات إستراتيجية بين باريس ودمشق. هل بإمكاننا اليوم الحديث عن عودة قوية لفرنسا إلى رقعة الشطرنج الشرق أوسطية؟
الرئيس: منذ انتخابي رئيساً للجمهورية الفرنسية منذ خمسة عشر شهراً، أردت أن تستعيد فرنسا مكانتها على رقعة الشطرنج الدولية. وفي الشرق الأوسط وهي منطقة غالية على قلبي، رغبت في أن يتحمل بلدي كامل مسؤولياته في خدمة السلام.ولذلك من المهم أن نحوز ثقة كل الأطراف. وضمن هذه الروحية، قمت بإدخال عدد معين من الإصلاحات الكبيرة وحتى القطيعة إلى سياستنا تجاه المنطقة.هذا ما فعلته مع إسرائيل، لأن صداقة فرنسا مع إسرائيل ليس فيها أي شيء خاص مقارنة بأي صداقة لها القوة نفسها والصدق مع جيرانها العرب، ومقارنة بالالتزام الثابت إلى جانب الفلسطينيين لبناء دولتهم. وهذا ما أفعله أيضاً مع سورية: إنه لشيء أساسي بالنسبة لي أن أفتح بابا على الحوار، لكن على حوار صارم يؤدي إلى إحراز تقدم ملموس. إن عودتنا إلى الشرق الأوسط تميّزت كذلك، من خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط، التي انعقدت يومي 13 و14 تموز الماضي في باريس، والتي شهدت نجاحا كبيراً جدا. فجميع رؤساء بلدان شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، إلا رئيساً واحداً، شاركوا في افتتاح هذا المشروع الحضاري العظيم الذي سيميّز، على ما أعتقد، عودة فرنسا وبالتأكيد عودة أوروبا إلى هذه المنطقة.
في البيان الفرنسي السوري الصادر بتاريخ 12 تموز الماضي، التزمت فرنسا باتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تصديق اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي. هل هناك تطور في هذا المجال؟ وهل حددتم وقتاً معيناً للتصديق؟
الرئيس: إننا نعمل مع شركائنا الأوروبيين على المسألة المتعلقة باتفاق الشراكة. وينبغي علينا بالتأكيد تطوير وملاءمة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى منذ ثلاث سنوات. ومنذ ذلك التاريخ، فقد شهدت سورية تطوراً كبيراً. وأعتقد أنه ينبغي علينا جميعاً العمل على تقريب هذا النص من الواقع الاقتصادي السائد حالياً في سورية. ومن جانب آخر هذا ما ترغب فيه أيضاً السلطات السورية. وبالتأكيد من الصعوبة بمكان الحديث عن موعد لعملية التصديق، لأن مسار اتفاقات الشراكة يعتبر معقداً ويتطلب تصديقاً من جانب كل دولة من الدول الأعضاء، إلا أننا لن نوفر جهودنا لجعل هذا الملف يتقدم.
لقد أكدتم في العديد من المناسبات دعمكم للمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وهناك جولة خامسة من تلك المفاوضات ستجري قريبا في تركيا في الوقت الذي لا تزال فيه الكثير من الصعوبات على طريق السلام وخاصة مع التهديدات الإسرائيلية الجديدة الموجهة إلى لبنان. ما الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام وإقامة سلام شامل في المنطقة؟
إن المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل تعتبر أمراً ممتازاً لكل من البلدين، وكذلك بالنسبة للمنطقة وللعالم. تقولون لي إن هناك صعوبات: بالتأكيد، ليس سهلا على الإطلاق صنع السلام. فهذا يتطلب الكثير من الجهود ومن الإرادة. ولذلك أريد أن أحيي شجاعة ووعي القادة السوريين والإسرائيليين الذين قبلوا الانخراط في هذه العملية. أود كذلك الإشادة بالعمل الرائع الذي أنجزته تركيا في هذا الملف. كما تعرفون فإن تلك المحادثات هي غير مباشرة حتى هذه اللحظة. ومن الصعوبة بمكان أن نقول متى سوف تفضي إلى مفاوضات مباشرة بين البلدين، لكن آمل بالتأكيد أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن.لقد رغبت سورية أن ترعى فرنسا بالاشتراك مع الولايات المتحدة، عندما يحين الوقت، المفاوضات المباشرة السورية الإسرائيلية مثل تنفيذ اتفاق السلام الذي سينتج عنها، بما فيه الترتيبات الأمنية. فإذا رغبت في ذلك، فهذا لأنها تعرف أن علاقة الثقة التي عدنا وأقمناها مع إسرائيل كما مع الولايات المتحدة تلعب دوراً أساسياً. وهذا يبرهن أيضاً على أن الثقة هي في طور إعادة البناء بين بلدينا. وكما سبق أن قلت للرئيس الأسد، فإن فرنسا ستكون مستعدة بالتأكيد لمواكبة الأطراف على طريق السلام والمصالحة، في حال رغبت هي ذلك. إن هذه المسؤولية، نحن نتبناها بشكل علني، بسبب إدراكنا للآمال التي يعلقها علينا هؤلاء وأولئك. ونحن لن نخذلهم على الإطلاق.
أعلن الرئيس الأسد مؤخراً أن الحوار وحده بإمكانه أن يحل مشاكل المنطقة. أين أصبح الحوار حالياً مع إيران؟
أنا أيضاً مقتنع بأن علينا أن نحل الأزمة الإيرانية عن طريق الحوار، لأنه الوسيلة الوحيدة للإفلات من البديل الكارثي الذي لا يتمناه أحد: القنبلة الإيرانية أو قصف إيران. وهذا هو السبب الذي من أجله، ومنذ العام 2003، اختار المجتمع الدولي، وبمبادرة من البلدان الأوروبية، إستراتيجية تجمع الحوار، مع عروض واضحة جدا، والعقوبات في حال رفضت طهران الامتثال لالتزاماتها الدولية. إن هذه الإستراتيجية، أتمنى متابعتها. وقد قدم السيد سولانا مؤخراً إلى الإيرانيين عرضا جديداً من الدول الست، وهو عرض طموح يقدم للإيرانيين جميع الضمانات. وحتى هذا اليوم، لم تعط إيران جواباً جدياً. أنا آسف لذلك بكل صدق لأني أعتقد أنه تتوافر هنا فرصة حقيقية لحل هذه الأزمة أخيراً بطريقة مقبولة من الجميع وآمل أن يعود الإيرانيون عن قرارهم.وبانتظار ذلك، أود أن يستمر الحوار مع إيران وأن يدرك قادتها خطورة هذا الرهان على بلدهم. وأنا أدعوهم إلى التفكير بالحكم الذي ستعطيه الأجيال القادمة على خياراتهم الحالية. لأنه يجب على إيران الاختيار. ينبغي تنفيذ أي شيء من أجل إقناع طهران بتفضيل التعاون على العزلة والمواجهة.
سيادة الرئيس ساركوزي نشكر لكم استقبالكم لنا في باريس ونتمنى لكم زيارة موفقة إلى سورية